ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ أَخُو بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ قَدْ جَمَعَ سِلَاحَهُ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ … شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ … إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

إِنَّ حِمَايَ لِلَحِمَى لَا يُقْرَبُ

وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ مُبَارِزٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ لِهَذَا؟» فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ الْمَوْتُورُ الثَّائِرُ، قَتَلُوا أَخِي بِالْأَمْسِ.

قَالَ: «فَقُمْ إِلَيْهِ، اللهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ».

فَلَمَّا دَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ دَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ عُمْرِيَّةٌ مِنْ شَجَرِ الْعُشَرِ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ، كُلَّمَا لَاذَ بِهَا مِنْهُ اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهُ، حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ، وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ الْقَائِمِ، مَا فِيهَا فَنَنٌ، ثُمَّ حَمَلَ مَرْحَبٌ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَاهَا بِالدَّرَقَةِ، فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِيهَا فَعَضَّتْ بِهِ فَأَمْسَكَتْهُ، وَضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَتَّى قَتَلَهُ.

أخرجه أحمد (١٥١٣٤)، وأَبو يَعلى (1861).

ابْنُ اسْحَاقٍ أَرْوَى النَّاسِ لَأَحَادِيثِ السِيَّرِ وَأَحْفَظُهُم لَهَا، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ ابْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ وَهُوَ يَرْوِي عَنْهُ مِنْ كِتَابٍ، وَكِتَابُهُ عَنْهُ صَحِيحٌ. خُصُوصًا وَابْنُ اسْحَاقَ رُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ.

وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ. وَمَدَارُهُ عَلَى عِكْرََمَةَ بْنِ عَمَّارٍ. وَمِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ مُنْكَرٌ مَدَارُهُ عَلَى مَيْمُونٍ الكُرْدِيِّ. وَفِيهِمَا أَنَّ القَاتِلَ هُوَ عَلِيُّ.

لا يوجد شرح بعد، إما لأنه منسوخ أو سيضاف قريبًا