فقد قال تعالى ﴿فَأَمّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَعَسى أَن يَكونَ مِنَ المُفلِحينَ﴾ [القصص: 67] وقال تعالى ﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾ [الجمعة: 2]
هذا من مختصر في أصول الإسلام إنتقيته من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن الناس ممن تراه مدين بالإسلام ليس له من العلم في دين الله إلا أنه مجرد صلاة وصيام وزكاة وحج وقد تجده بفعل هذه العبادات وهو يعتقد معتقدا بنا في دين الله كالأحزاب اللادينية وهو في هذا كله يظن نفسه مسلما وأنه بهذا القدر ناج من النار فرأيت ان اضع مختصرا لا تمل قرائه مما لا يسع المسلم جهله وبحاجته في معتقده وعمله إذ لا يقبل عمل بلا معتقد ولا يصح معتقد بلا عمل يدلل عليه. وحررته تحريرا بالغا من يحفظه يحفظ أصول الإسلام محررة ورتبت مباحثه بتناسق يجعل كل مبحث يرتبط بما قبله ويتعلق بالذي بعده ولم أقتصر فيه على مباحث المعتقد وضعته للطالب المبتدي والعالم المنتهي. وما أوردت فيه _ بحمد الله تعالى _ غير حديث صحيح اجتهدت في تصحيحه على منهج الأئمة المتقدمين ومجانبا منهج المتأخرين وذكرت عقب كثير من مباحثه تنبيهات على أمور لا يصح فيها حديث تكون قواعد في معرفة ما لا يصح الاحتجاج به. ووسمته ب بلغة المفلحين فالله أسأل أن يوفقني لتصنيفه ويجعله خالصا لوجهه وعلى مراده وأن يتقبله مني بقبول حسن وينفع به العباد.