لا يثبت شيء في زيادة (وما تأخر) من الذنب إلا ما كان للنبيﷺ

لا تكون لاحد الا للنبي صلى الله عليه وسلم . وهنا أمور :

اولا

اما النَبِي صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر. وقد ثبت عنه ﷺ من أوجه انه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر.
كما في حديث :

  • عائشة عند مالك واحمد والبخاري ومسلم وغيرهم .
  • وحديث المغيرة بن شعبة كما في مسند احمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
  • وحديث انس الطويل في الشفاعة . كما في مسند احمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
  • وحديث : عمر بن ابي سلمة : كما في صحيح مسلم .

ثانيا

قد ثبت من حديث ابي هريرة من صام رمضان ايمانا ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . وهذا الحديث رواه الزهري وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن ابي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن ابي هريرة وشذ حمّاد بن سلمة فرواه عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة وزاد فيه (وما تاخر) وحماد يستنكر في محمد بن عمرو مع مخالفته لكبار اصحاب ابي سلمة. ورواه الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن ابي هريرة بلفظ الجماعة ليس فيه وما تاخر. ورواه ابو الزناد عن الأعرج عن ابي هريرة بلفظ : من يقم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .

وهذه الأحاديث استوفى طرقها الامام احمد والبخاري ومسلم في كتبهم .

ثالثا

الفاظ غفران الذنب فيما تاخر جاءت كالآتي :
من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمر بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت في فضل ليلة القدر، وفيه: فمن قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر . اخرجه احمد وغيره وهذا الحديث منكر بهذا اللفظ بلا ريب وذلك ان عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف بل منكر الحديث لا كما يزعم المتأخرون انه حسن الحديث. وقد كنت فصلت الحكم عليه في سبع نقاط وأقرني عليها شيخنا المحدث صبحي السامرائي رحمه الله.

  • قال ابن سعد : كان منكر الحديث لا يحتجون به .
  • وقال ابن المديني : كان مالك ويحيى بن سعيد لا يروون عنه.
  • وقال ابن المديني : كان ضعيفا.
  • وقال السدوسي: في حديثه ضعف شديد جدا.
  • وقال ابن عينيه : يمسك عن حديثه.
  • وقال احمد : منكر الحديث.
  • وقال ابن معين : حديثه ضعيف ، ليس حديثه حجة.
  • وقال الجوزجاني: عامة ما يرويه غريب.
  • وقال ابو زرعة: يختلف عليه في الاسانيد.
  • وقال ابو حاتم : لين الحديث ليس بالقوي.
  • وقال النسائي ضعيف .
  • وقال ابن خزيمة : لا احتج به لسوء حفظه.
  • وقال البخاري : كان احمد واسحاق والحميدي يحتجون بحديثه وهو مقارب الحديث.

قلت : كلام الائمة وتنصيصهم على ضعفه وتركه واستنكار حديثه أصرح من نقل البخاري، ومن تكلم فيه منه كأحمد وابن المديني وأبن معين وابي زرعة وابي حاتم ومن قبلهم القطان ومالك اجل من البخاري في هذا الباب.
وهو مقدم على قول البخاري.

لذا قال ابن عدي : يكتب حديثه . يعني في المتابعات فيما لم يستنكر عليه. وابن عدي يسبر حديث الراوي. على ان معنى مقارب الحديث عند البخاري تحتمل هذا المعنى الذي ذكره ابن عدي. وقال العقيلي في حفظه شيء. بل قال الحاكم : عَمَّرّ فساء حفظه فحدث على التخمين . وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ.

فالعجب ممن حسن حديثه مطلقا بناءا على الهوس في تصحيح الأحاديث كيف لم يضبط أقوال الائمة فيه. وقد كنت ممن تدبر حديثه فهو والله منكر الحديث يترك حديثه الا ما كان في باب الفضائل مما توبع عليه وليس اصله مستنكرا. الان الاخر : ان كل من روى هذا الحديث من طريق عبادة يذكر هذا الذي تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل.

فرواه ثابت وحميد عن انس عن عبادة ورواه بحير عن خالد بن معدان عن عبادة وحديث عبادة في الصحيحين ليس فيه ما ذكره ابن عقيل. وجاء من حديث ام سلمة: من اهل بحجة وعمرة من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر.
اخرجه ابو دَاوُد وهو حديث منكر. وإسناده مظلم فيه ثلاثة مجاهيل.

  • وجاء من حديث: معاذ بن انس: من اكل طعاما فقال الحمد الذي أطعمني وسقاني … غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر.
  • اخرجه ابو دَاوُد.
  • تفرد به ابو مرحوم وهو ضعيف.
  • وجاء من حديث انس: اذا بلغ (العبد) التسعين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر .
  • اخرجه احمد .
  • إستاد منكر مسلسل بالضعفاء.
  • وتفرد بن فرج بن فضالة وهو ضعيف جدا ، عن محمد بن عامر وهو مجهول.
  • عن محمد بن عبد الله الديباج وهو ضعيف .
  • ورواه الحارث بن ابي اسامة.
  • وهو حديث غاية في النكارة بل هو باطل.
  • تفرد به يوسف بن ابي ذرة بسند غريب . ويوسف متروك .
  • وجاء من طريق عثمان : لا يسبغ عبد الوضوء الا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر.
  • اخرجه ابن ابي عاصم في السنة .
  • وهو منكر . شذ فيه معاذ بن عبد الرحمن التيمي ، وقد وثق معاذ .
  • والمحفوظ عن عثمان من رواية الثقات : الا غفر له ما بينه وبين الصلاة الاخرى.
  • كذا رواه جمع عن حمران عن عثمان .
  • وهو في الموطأ ومسند احمد والصحيحن وغيرها.

هذا ما وقفت عليه في الباب.

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة